سورة الإنسان - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الإنسان)


        


قوله جلّ ذكره: {هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً}.
في التفسير: قد أتى على الإِنسان حينٌ من الدهر لم يكن شيئاً له خَطَرٌ ومقدار. قيل: كان آدم عليه السلام أربعين سنة مطروحاً جَسَدُه بين مكة والطائف. ثم من صلصالٍ أربعين سنة، ثم من حملٍ مسنون أربعين سنة، فتمَّ خَلْقُه بعد مائة وعشرين سنةٍ.
ويقال: {هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهَرِ...}: أي لم يأتِ عليه وقتٌ إلا كان مذكوراً إليَّ.
ويقال: هل غَفلْتُ ساعةً عن حِفْظِك؟ هل ألقيتُ- لحظةً- حَبْلَكَ على غارِبِك؟ هل أخليتُك- ساعةً- من رعاية جديدة وحمايةٍ مزيدة.
قوله جلّ ذكره: {إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً}.
{مِن نُّطْفَةٍ}: أي من قطرة ماءٍ، {أَمْشَاجٍ}: أَخلاط من بين الرجل والمرأة.
ويقال: طوراً نطفة، وطوراً عَلَقَة، وطوراً عَظْماً، وطوراً لَحْماً.
{نَّبْتَلِيهِ}: نمتحنه ونختبره. وقد مضى معناه.
{فَجَعَلْنَهُ سَمِيعاً بَصِيراً}.
{إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وإِمَّا كَفُوراً}.
أي: عَرَّفْناه الطريقَ؛ أي طريقَ الخيرِ والشرِّ.
وقيل: إمَّا للشقاوة، وإمَّا للسعادة، إمَّا شاكراً من أوليائنا، وإما ان يكون كافراً من أعدائنا؛ فإنْ شَكَرَ فبالتوفيق، وإنْ كَفَرَ فبالخذلان.


قوله جلّ ذكره: {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلاَسِلا وَأَغْلاَلاً وَسَعِيراً}.
أي: هَيَّأْنا لهم سلاسلَ يُسْحَبون فيها، {وَأغْلاَلاً} لأعناقهم يُهانون بها، {وَسَعِيراً}: ناراً مستعرة.
{إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً}.
قيل: البَرُّ: الذي لا يُضْمِرُ الشَّرَّ، ولا يؤذي الذَّرّ.
وقيل: {الأَبْرَارَ}: هم الذين سَمَتْ هِمَّتهُم عن المستحقرات، وظهرت في قلوبهم ينابيع الحكمة فاتّقوا عن مُسَاكنةٍ الدنيا.
{يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ} رائحتها كرائحة الكافور، أو ممزوجة بالكافور.
ويقال: اختلفت مشاربهُم في الآخرة؛ فكلٌّ يُسْقَى ما يليق بحاله , وكذلك في الدنيا مشاربهُم مختلفة؛ فمنهم مَنْ يُسقَى مَزْجاً، ومنهم من يُسقَى صِرْفاً، ومنهم من يسقى على النُّوَب، ومنهم من يُسقى بالنُّجُب ومنهم من يُسْقى وحدَه ولا يُسقي مما يُسقى غيره، ومنهم مَنْ يسقى هو والقوم شراباً واحداً وقالوا:
إن كنت من ندماي فبالأكبر اسْقِني *** ولا تَسْقِني بالأصغر المتثلم
وفائدة الشرابِ- اليومَ- أن يشغلهم عن كل شيءٍ فيريحُهم عن الإحساس، ويأخذهم عن قضايا العقل.. كذلك قضايا الشراب في الآخرة، فيها زوالُ الأرَبِ، وسقوطُ الطلبِ، ودَوَامُ الطَّرَب، وذَهَابُ الحَرَب، والغفرة عن كلِّ سبب.
ولقد قالوا:
عاقِرْ عقارك واصْطبِحْ *** واقدَحْ سرورَك بالقَدحَ
واخلع عذارك في الهوى *** وأَرِحْ عذولَك واسترحْ
وافرَحْ بوقتِك إنما *** عُمْرُ الفتى وقتُ الفَرَح
قوله جلّ ذكره: {عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً}.
يُشَقَّقونها تشقيقاً، ومعناه أَن تلك العيون تجري في منازلهم وقصورهم على ما يريدون. واليومَ- لهم عيونٌ في أسرارهم من عين المحبة، وعين الصفاء، وعين الوفاء، وعين البسط، وعين الروح.. وغير ذلك، وغداً لهم عيون.


قوله جلّ ذكره: {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلاَسِلا وَأَغْلاَلاً وَسَعِيراً}.
أي: هَيَّأْنا لهم سلاسلَ يُسْحَبون فيها، {وَأغْلاَلاً} لأعناقهم يُهانون بها، {وَسَعِيراً}: ناراً مستعرة.
{إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً}.
قيل: البَرُّ: الذي لا يُضْمِرُ الشَّرَّ، ولا يؤذي الذَّرّ.
وقيل: {الأَبْرَارَ}: هم الذين سَمَتْ هِمَّتهُم عن المستحقرات، وظهرت في قلوبهم ينابيع الحكمة فاتّقوا عن مُسَاكنةٍ الدنيا.
{يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ} رائحتها كرائحة الكافور، أو ممزوجة بالكافور.
ويقال: اختلفت مشاربهُم في الآخرة؛ فكلٌّ يُسْقَى ما يليق بحاله , وكذلك في الدنيا مشاربهُم مختلفة؛ فمنهم مَنْ يُسقَى مَزْجاً، ومنهم من يُسقَى صِرْفاً، ومنهم من يسقى على النُّوَب، ومنهم من يُسقى بالنُّجُب ومنهم من يُسْقى وحدَه ولا يُسقي مما يُسقى غيره، ومنهم مَنْ يسقى هو والقوم شراباً واحداً وقالوا:
إن كنت من ندماي فبالأكبر اسْقِني *** ولا تَسْقِني بالأصغر المتثلم
وفائدة الشرابِ- اليومَ- أن يشغلهم عن كل شيءٍ فيريحُهم عن الإحساس، ويأخذهم عن قضايا العقل.. كذلك قضايا الشراب في الآخرة، فيها زوالُ الأرَبِ، وسقوطُ الطلبِ، ودَوَامُ الطَّرَب، وذَهَابُ الحَرَب، والغفرة عن كلِّ سبب.
ولقد قالوا:
عاقِرْ عقارك واصْطبِحْ *** واقدَحْ سرورَك بالقَدحَ
واخلع عذارك في الهوى *** وأَرِحْ عذولَك واسترحْ
وافرَحْ بوقتِك إنما *** عُمْرُ الفتى وقتُ الفَرَح
قوله جلّ ذكره: {عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً}.
يُشَقَّقونها تشقيقاً، ومعناه أَن تلك العيون تجري في منازلهم وقصورهم على ما يريدون. واليومَ- لهم عيونٌ في أسرارهم من عين المحبة، وعين الصفاء، وعين الوفاء، وعين البسط، وعين الروح.. وغير ذلك، وغداً لهم عيون.

1 | 2 | 3